قراءة في كتاب “امرأة في برلين”
شهرزاد الربيعي
الكتاب : امرأة في برلين .
ثمانية اسابيع في مدينة محتلة
الكاتب : مجهول
التصنيف : مذكرات عدد الصفحات : ٣١٧ صفحة
ترجمة : ميادة خليل دار نشر : منشورات المتوسط هذا الكتاب
دعوة لقراءة سِيَر الشعوب قراءة تأملية لنتوقف عند بعض النقاط بعد استسلام المانيا، التزم الالمان بقوانين المحتل، وعى الشعب الالماني إلى أنهم يسددون حسابات الحرب، وسياسة هتلر، وأن جنود العدو لم يفعلوا أكثر من ما فعله الألمان بهم من قبل . قوة المرأة الألمانية وشجاعتها، صبرها، وقوفها مع الرجل دون منة، لأنها تفعل ذلك على أنه اخلاق وسلوك، ولا تنتظر اي شيء في المقابل، وعند صبر المرأة الألمانية يجب أن نتوقف كثيرا . شابة في الثلاثين من عمرها، واسعة الاطلاع، مثقفة وذكية جدا، زارت ١٢ بلدا، وتتكلم الروسية والفرنسية بالإضافة إلى لغتها الالمانية، كتبت بعين امرأة شجاعة عن كل ما كان يدور حولها ابان احتلال الجيش الروسي لبرلين، بروح مجروحة لكنها عادلة، حاولت اكتشاف العدو بدلا من كرهه، حاولت أن تتعرف على وجه الإنسان في هذا العدو وان تجرده من أسلحته وتراه كما هو، انسان مثلها تماما، وبدل أن تتهم هذا العدو كانت تضع أسبابا لسلوكياته الإجرامية. كانت تكتشف الوجه الآخر للاشياء طوال الوقت، أما حزنها فكان عميقا لكنها إهمتله ليسقط منها احيانا هنا وهناك، لم تعره اهتماما، لم تقف عنده طويلا، ليس مهما أمام آلام شعبها . وفي هذه المحنة أعادت اكتشاف حياتها ونفسها، كانت متحفظة في ذكر تفاصيل كثيرة حدثت معها، أو حتى الإشارة إليها، مجرد ثلاث نقاط تكفي لنعرف بشاعة ما حدث، كتبت بصدق وباخلاص، بعدالة وهدوء، ومن شعور بالقوة وليس الضعف . بشاعة الحرب لا تتغير كثيرا باختلاف الزمان والمكان، لكن أثارها اما تتفاقم أو تتضائل وفقا للمعايير الثقافية والاجتماعية للافراد . ولثمانية اسابيع من العام ١٩٤٥ عندما سقطت برلين في يد الجيش الروسي، سجلت شابة رواياتها في المبنى الذي فيه شقتها وما حوله، الكاتبة المجهولة صورت البرلينين في كل طبائعهم البشرية، في جبنهم وفسادهم، اولا بسبب الجوع وثانيا بسبب الجنود الروس . هذا الكتاب يحكي عن العلاقات المعقدة بين المدنيين والجيش المحتل، والمعاملة المهينة للنساء في مدينة محتلة والذي هو موضوع الاغتصاب الجماعي الذي عانت منه جميع النساء بغض النظر عن السن والعجز، ( امرأة في برلين ) واحد من الكتب الأساسية لفهم الحرب والحياة .