دالغة/ يك حساب..

شارك مع أصدقائك

Loading

برهان المفتي
السرقة سلوك إجتماعي يسلكه السارق من هو طفل ويكبر وياه وتصير بعدين شمرة بأهلة وبيته، ماكو شي أسمه سرقة زغيرة لو چبيرة، إللي يسرق إبرة راح يسرق ثوب، وإللي يسرق ثوب راح يسرق الرجّال إللي لابس الثوب، واللي يسرق الرجّال راح يسرق كل بيته، وإللي يسرق البيت راح يسرق شركة، وإللي يسرق شركة راح يسرق رواتب كل موظفي الشركة، وإللي يسرق رواتب كل موظفي الشركة راح يسرق الوزارة إللي منها هاي الشركة، وإللي يسرق الوزارة راح يسرق البلاد ويگلبها عالبطانة.. كل هاي بدايتها سرقة إبرة!
أهم إنجازرات الفاسدين في العراق أن صارت درجات وتصنيفات للسرقات، وصارت الناس تتعاطف وي السرقات الزغيرة لو وي السارقين إللي يسرقون مبالغ جوة المليون دولار من المال العام، الناس صاروا من يسمعون فلان إنحكم لأن سرق مليون دولار من خزينة دائرته يگولون خطية ما عنده حظ، غيره سرق مليار وفلت، جايين على المگرود!
هذا خللل بنيوي في اساس المجتمع العراقي، مو خلل بسيط بل ما يتصلح منا لعشرات السنين لأن صارت السرقة في صميم المجتمع العراقي وفي اللغة اليومية والمفردات اليومية والنكتة اليومية، وبكل گعدة وسالوفة لازم يجي طاري السارق الفلاني والعلاني والإشادة بذكاءه وبالعافية على إللي يلعب صح ويعبي بالسكلة رگي.
القانون لازم يكون واحد ماكو فرق بين إللي يسرق إبرة وإللي يسرق البلد، هاي من ذيچ، هيچ هي بداية تعديل هذا الخلل، وحتى الناس تبطل التعاطف وچلمة الخطية على إللي يسرق جوة المليون. وإذا تراجعون العشرين السنة الفاتت راح تشوفون التدرج في ضخ قبول سرقة المليون في المجتمع العراقي وإعتبار المليون مبلغ تافه ما يستحق واحد يتحاسب عليه، حتى الوصول إلى سرقة مليار دولار يللا الناس تبدي تهتم بمتابعة أخبار السارق وراح ينلزم لو يفلت.
يگولون سألوا عنترة – ومو مهم عنترة شخصية حقيقية لو خيالية بس المهم الرسالة من هاي الحچاية – سألوه أنت شلون صرت عنترة والناس كلهم يهابوك ويخافوك؟ جاوبهم وگال آني من أدخل أي ساحة قتال بالأول أراقب منو أضعف واحد بيهم والجبان، أروح عليه وأضربه بأقوى ضربة عندي مع صيحة عالية حتى الباقين الكل يسمعوها ويشوفون ضربتي القاضية، فكلهم يرجفون من هاي الضربة وتدخل الخوفة گلوبهم وبعد ما يعرفون يتصرفون لو إذا بيهم حيل راح ينهزمون ويشردون.
عنترة ينطينا الحل.. عدم التعاطف، الحساب واحد.. يك حساب.
عوفوا چلمة (الخطية والمگرود وما عنده حظ)، السراق كلهم ياكلون من ماعون واحد ولغتهم واحدة وقصصهم متشابهة لتبرير السرقة، لا تنطوهم مجال يحچون قصصهم، رأساً خلوهم يدفعون الحساب بدون أي فرصة للتعاطف، إللي يبوك علبة كلينيكس أو إللي يبوك معمل كلينيكس، تركوا تصنيف البوگ والسرقة، هذا السلوك ما يقبل التصنيف، سلوك مطلق.. ضوگ وإبلش.
بناء الدولة يحتاج للحزم والقسوة، ماكو مجال للعاطفة في البناء الصحيح، العاطفة خليها ببيتك وي عائلتك مو وي السارق، العاطفة تخرب المجتمعات الهشة، العاطفة تجي كرابط للمجتمع السليم مو المجتمع الهش إللي بعده ما متماسك وفوگاه الأساس مو ثابت. ومثل ترك التدخين صعب، نفس الشي راح نشوف صعوبة في ترك التعاطف، بس لازم، لأن هي الطريقة الوحيدة لتنقية المجتمع من قبول السرقات الزغيرة إللي تكبر وتصير مليارية. وبهاي الطريقة الرجفة تدخل بقلب الجميع..وهي البداية الصحيحة لتعديل أساس هذه البلاد ونسيان (العوجة) وكل نتائج العوجة إللي د نشوفها اليوم.

شارك مع أصدقائك