المسرح الجزائري في بغداد..   “نوستاليجيا”..الموت في ثياب امرأة

شارك مع أصدقائك

Loading

بغداد – سمير خليل

حوار مع مبدعي المسرح الجزائري المخرج لخضر منصوري والمتألقة اسماء الشيخ الفائزة بجائزة افضل ممثلة في مهرجان بغداد الدولي للمسرح بنسخته الرابعة..

من العروض التي شهدتها مسارح العاصمة مؤخرا العرض الجزائري” نوستاليجيا” ومعناها الحنين للماضي تقديم فرقة مسرح النقطة عن مسرحية قصة دببة الباندا التي يرويها عازف السكسوفون لمتيي فيسنيك، ترجمة عبد الحميد الهواس، إخراج وسينوغرافيا لخضر منصوري ومساعدة عبد الله بهلول  وتمثيل اسماء الشيخ وفتحي مباركي.

المسرحية اعتمدت على ثنائيات وتضادات المرأة والرجل، الموت والحياة، كل هذا تسلسل على وفق رؤية اخراجية اوصلت العرض الى المشاهدين مع مشاعر تناثرت بين ثيمة العرض والحوارالذي كان العلامة البارزة خاصة لدى بطلة المسرحية التي زينت الحوار بلغة عربية فصيحة ترقى الى لغة المعاجم، ولاغرابة ان تفوز الشيخ بجائزة افضل ممثلة في مهرجان بغداد الدولي للمسرح الذي اختتم في بغداد.

وكانت اسماء الشيخ قد حصدت نفس الجائزة في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الذي اقيم  في مصر من الاول لغاية الثامن من شهرايلول الماضي.

اما ملخص المسرحية، فتبدأ عندما يستيقظ موسيقي ذات صباح، عاجزا عن تذكر مامر به الليلة الماضية وهو بجانب شابة لايعرفها، ومن هنا تنطلق رحلة البحث عن المعنى وفهم الاشياء بالنسبة لهذا الفنان الذي يبحث عن العرفان، وفيما يحتاجه فيضان من الذكريات الحية او الممزوجة بشعور الحب المتبادل بين كائنين يتعلمان التقرب من بعضهم خلال سبع ليالي، سيتيقن بان هذه المرأة تمنحه الرغبة في حب الحياة، لكن هذا هو الحال فعلا.

المخرج لخضر منصوري عن مسرحيته قال:

هي فكرة الحياة والموت كيف انهما متلازمين، نشتغل على فكرة عدم نسيان موتانا وحاولنا ان نضع اشياء في الرمز، في حياتنا، هذا الفنان في آخر حياته يعيش سبع ليالي او سبع ثواني او سبع دقائق يعيش فيهم كل الاشياء، هذا من جانب، من جانب آخرتعاونية مسرح النقطة وبعد غياب عشر سنوات تعود لتقديم عرض “نوستالجيا” وهي محاولة اعادة الاعتبار للممثل كمفردة مهمة في تشكيل العرض المسرحي ومن ناحية ثانية الاعتماد على سينوغرافيا بسيطة نحاول ان نؤسس لرمزية الاشياء، وكذلك نؤسس الى هذا التواصل مابيننا وبين المتلقي العربي الذي صار يبحث عن ذاته في مسارح اخرى غير المسرح الخاص به، ويبحث عن نفسه في متاهات اذا قلنا بين قوسين، هذا العمل استنزف منا ستة اشهر، نحن فرقة حرة ولاننتمي الى قطاع الدولة، نحن فرقة مستقلة بامكانياتنا البسيطة، حاولنا ان نتقاسم معكم شيء من الحب وشيء من النضج”.

ورأيك بالمهرجان؟

هذه المرة الاولى التي ازور فيها بغداد، انا تلميذ الاستاذ نور الدين فارس وهو استاذي عندما كان يعيش في الجزائر، الرحمة لروحه الطاهرة ومن خلاله اكتشفت بغداد والعراق، وعندما قدمنا الى بغداد كنا محملين بكثير من الشوق لان بغداد مدينة الحضارة، مدينة الثقافة، نحن كجزائريين متواصلين كثيرا مع العراقيين، نحبهم ويحبونا، عرضنا هذا هدية لكل فناني العراق الذين استشهدوا خلال الحرب والذين عانوا كما يعاني كل الجزائريين”.

اما بطلة العرض اسماء الشيخ فقالت:

المرأة في المسرحية ترمز للموت، هي طرح فلسفي، اما الساعة المنضدية التي رافقت العرض فرمزت لوقته، انا منحت شخصية الرجل امامي وقته، اعطيته خيارا للوقت، سبعة ايام او سبع دقائق او سبع ثواني، وبالنتيجة انا حببته بالموت لذلك في      نهاية العرض قال لي “اذهب معك” “.

وعن المهرجان ذكرت ان هذه هي مشاركتها الثانية وهو مهرجان رائع احبته كثيرا، واهم اهدافه تبادل التجارب المسرحية.

*-  عن جريدة  الصباح الجديد..

شارك مع أصدقائك