أضواء على رواية ( إنتحار تكتيكي) للكاتبة الطبيبة د.تهاني محمد

شارك مع أصدقائك

Loading

الناقد عبد الكريم حمزة

رواية (إنتحار تكتيكي) – للكاتبة د. تهاني محمد – الصادرة عن دار منشورات – عام 2020 – ط1- عدد الصفحات 192 صفحة. الرواية تدخل ضمن ما يسمى (ادب الحرب)، و ادب الحرب لا يمكن أن يكتبه الا من خاض التجربة الحربية او عايشها، فالحرب تجربة عامة يمتد تأثيرها و يشمل كل جوانب الحياة و مواقع الناس. الرواية تتحدث عن (حسين) الشخصية المحورية في الرواية، مقاتل برتبة ملازم أول أصاب رجله بطلقة من بندقيته ليتخلص من البقاء في جبهات القتال ، تاركة هذه الطلقة عاهة مستديمة في رجله. تميزت الرواية بأسلوب تعدد الأصوات السردية، الذي أتاح إمكانية فهم الأراء المتعارضة و المختلفة للحدث المتوتر من خلال سرد الأحداث التي تتباين من منطقة لأخرى في ذاكرة تسجيلية للحرب، من خلال تتبع يوميات الحياة و توثيقها، إضافة إلى محاولات الهروب من الحرب الطاحنة و ضحاياها الفارين من جحيمها. الرواية بشكل عام تتحدث عن الحروب المتتالية في العراق و ما جرى من ويلات على الشعب العراقي نتيجة تلك الحروب. رواية انتحار تكتيكي رواية مؤثرة تصور بشكل واضح مشاعر و تجارب الشخصيات الواردة فيها، بلغة و قدرة على خلق صور حية و واقعية للحرب ، و موضوعها يتمثل في الحب و الخسارة و الصراع من أجل البقاء في ظروف صعبة، تصوير للحرب على أنها ظاهرة مدمرة و مؤلمة للغاية، و بيان تأثيرها على الأفراد و المجتمع، حيث تصف الرواية الصراع الذي يعانيه المقاتل في الجيش و المدني على حد سواء، بالإضافة إلى تصوير آثار الحرب الكبيرة على الصحة النفسية و الجسدية للفرد، كما تصف العلاقات الإنسانية و العواطف التي تتشكل في ظل الحرب، و الصداقة و الوحدة و الخسارة التي يتعرض لها الفرد و المجتمع بسبب الحرب. كما عكست الرواية القيم الإنسانية و المحبة و التعاون و التسامح و التضحية. ان هذه الرواية بكل بساطة هي سرد لمجموعة من الأحداث اليومية الواقعية العادية، لكن الكاتبة استطاعت ان تحول هذه الوقائع إلى عمل روائي و هي محاولة فنية بأسلوب سردي لشرح وفهم حياة الناس خلال الحروب،و هي المشكلة الأكثر خطورة على حياة البشر في كل العصور. الرواية الحربية قد تختلف عن الرواية العادية في انها لا بد من أن تقدم موضوعا جديدا يبهر القارئ وكانه يطلع عليه لأول مرة، و هذا ما نجحت فيه الكاتبة تهاني محمد، فالموت و الحرب لا يمكن الفصل بينهما فللحرب تداعياتها التي تؤثر على سلوك الناس المدنيون و العسكريون على حد سواء، و هو تصرف و سلوك يختلف حتما عن الحالة الاعتيادية التي كان الناس يمارسونها ايام السلم. في رواية انتحار تكتيكي لعبت الصدفة دورا مهما فهي قد حددت مصير بعض شخصيات الرواية أثناء الحرب. رواية انتحار تكتيكي للكاتبة د. تهاني محمد ركزت على الحوار الذاتي للشخصيات، وعلى السؤال الذي غالبا مايتم طرحه لمعرفة أسباب و أهداف الحرب. لقد تحملت الكاتبة مسؤولية نقل الأحداث اثناء الحرب كما هي دون تزييف او مبالغة، فهذه الرواية واحدة من الروايات النادرة عن ادب الحرب و التي تم إصدارها بعد عام 2003، لذا لابد من النقاد المختصين في نقد القصة و الرواية و خصوصا أساتذة الجامعات، من دراسة هذه الرواية كأنموذجا لأدب الحرب الصادر بعد 2003، و تحليلها تحليلا من كافة جوانبها لأنها تعكس واقع السرد الأدبي الحربي بعد عام 2003. عبد الكريم حمزة عباس. =============== السيرة الذاتية للكاتبة : د.تهاني محمد بكلوريوس طب وجراحة عامة كلية الطب /جامعة بغداد ممارسة بأمراض النسائية والتوليد العراق /بغداد الاهتمام ودراسة كل ماهو متعلق بالطب النفسي وعلم الطاقة الحيوية. الصفة الأدبية:روائية كاتبة قصة،رواية،مقالات عضو الاتحاد العام لأدباء وكتاب العراق. الكتب التي صدرت: في زحام الحياة /مجموعة قصصية بطبعتها الثالثة اصوات من الجانب الآخر /مجموعة قصصية بطبعتها الأولى مازلت أعشقها/رواية ..بطبعتها الثالثة انتحار تكتيكي/رواية . بطبعتها الأولى . وعدة مقالات منشورة في جرائد ومجلات ورقية وألكترونية. جريدة صوت العرب اللندنية مجلة سطور الأدبية مجلة الآداب والفنون الورقية مجلة الشرارة جريدة مدارات جريدة أوروك الثقافية مجلة الف ياء الأسترالية جريدة فن الفنون الأدبية صحيفة الأخبارية مصر شبكة مباشر للعوائل العربية في المهجر.

شارك مع أصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *