القراءة..اكتشافات العقل!! شوقي كريم حسن —١— قراءة الاعتباط

شارك مع أصدقائك

Loading

القراءة..اكتشافات العقل!!

شوقي كريم حسن

—١— قراءة الاعتباط
يقول الكندي ،فيلسوف بلاد ارض السواد المعروف بالبخل حتى في تعامله مع الحرف،والافكار،( ان اكتشاف ما في بطون القراطيس،انما هو محاولة لادراك الذات وتنمية مافي دواخلها من بسيط الاسئلة ، وعقيم الاجابات التي لاتنتج معارف عقلية قادرة على سبر اغوار العقول ومنحها قدرات على الاتساع ،والتأمل!! تلك واحدة من مهمام القراءة التأملية الدقيقة التفحص والدخول ضمن محركات النص،وتفكيك عوالمه وخفاياه،ومحاولة اعادة التكوين،حتى وان كانت تلك المحاولات بسيطة وربما ساذجة لاتفيد التحول بشيء يثير الدهشة والاستغراب، اشد حالات القراءة حزناًالوجدانية الباعثة على الاسى والكراهية معاً، هي التي سرقت خطانا البسيطة الغضة الى حواف الادهاش،مع سؤل يهذي في الاعماق..لماذا نقرأ ومالفرق بي قراءات الكتب الدراسية بجمودها القاهر الاجبارية،وبين خلسة مكتشفة فجأة،تسير مع العقل دون اجبار ،مانحة اياه فرصة المشاركة والاحتجاج وربما الاعتراض على بعض الاشارات التفاعليه،في صباي،وكنت الوذ عند جدار حوشنا ،هارباً من ضحيج البيت ومربكاته،ابكتني لحظة رسمها تشيخوف بدقة الابهار في الخال فانيا،كانت اجود لحظات التجسيد واشدها تاثيراً على النفس البشرية،وحين اكتشفت ان صانع العاهات ودود يعرف مطالب المجتمع وغايته، ايقنت ان نجيب محفوظ يروم بناء شخصية خارج اطرها التقليدية،تثير الاستغراب والدهشة معاً،كان زيطة محفز داخل النص جعلني اترقب مثله داخل مجتمعنا،الذي فشل في خلق مثل تلك الشخصيات، ولم يكلف الكتاب في جميع اجيالهم البحث عن المتشابه خوف اتهامهم في تقليد محفوظ، عند هذا التصور تنشأ فكرة الاختيار العشوائي،اماني ضالة ضمن مشروع قد لايصل الى غاياته،ان كان للقراءة ثمة غايه،وان كان لها مرامي ايضاً،في المقهى التي تأخذ ركن قطاعنا، جلست على الرصيف اراقب التلفاز،كنت مغرماً ببرنامج ثقافي يقدمه سلام الالوسي،تحدث عن علي الوردي ولمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث،اطلقت زفيراً،وشهقت روحي حزناً مستعداً لدفع نصف عمري من اجل التعرف على الكتاب وصاحبه،ثمة شيوعي اسمه عبد سالم،،مطرود من الجيش،كنت ارقبه يمر محني الظهر وهو يتأبط مالااعرف من الكتب الثقيلة التجليد،،وديع مبتسم دوماً،وكأنه يحتج بسخريته على ما يفكر ويعيش،ويحلم،اعترضت طريقه عند باب الدربونة المؤدية الى بيته،بعد سلام مرتبك حيي،،طلبت منه اعارتي لمحات اجتماعية ، اطلق ضحكة مسحت سخريته المعتادة واضعة بدلها مسحة قلق وعدم فهم..قال باستذة واضحة،،وماذا تريد من هذا الكتاب ومن دلك عليه؟!! ايقنت اني لن احصل على غايتي ،لكن عبد سالم حن لحالي الشديد الاضطراب،ليدخل سريعا الى بيته ويخرج الجزء الاول،موصياً بشدة كلما اكملت الجزأ ارجعه لاعيرك الثاني،الدكتور على الوردي غابة مكتظة بانواع الاشجار غير مكتشفة بالنسبة ليَّ الاسئلة السريعة تربكني حتى اليوم،لانها تحتاج الى اجابات قد تكون غائبة القصد،، كانت اللمحات ،اول محاولة اختفاء اعيشها، متابعاً ما بناه. الوردي وفسره،ا سحبني الى حب التاريخ والغور بين جنباته بسرعة عظيمة،عنادي مجنون،ووقاحتي فرصة غالية لاكتشاف ما اريد ان اكون عليه اول القصائد التي حفظتها كانت قصيدة ايليا ابو ماضي الطلاسم،المعلنة عن غرابة الاسئلة العقيمة الاجابات،للتاريخ سحر قادني اليه احمد امين في رباعيته الخالدة عن الاسلام،فكرة مدهشة ان تقرأ هذا السفر بحيادية،معظم كتب التاريخ منحازة تأخذ متلقيها الى ذات الانحياز،لذا اتخذت قراراً ان لا اقرأ لكاتب منحاز مهما كانت اهميته،لعبة التاريخ مقصدها منذ البدايات تشويه الحقائق وتمجيد مالايجب ان يمجد، مشكلة احمد امين خاصة في ضحى الاسلام انه يفلسف التاريخ وكأنه دونما حتمية وان التراجع الذي حدث انما هو امر طبيعي مادامت الدولة الاسلامية قد اتسعت بهذا الشكل الخرافي، الذي يحتاج الى تفحص من الخارج ،وتحليل ما كان وكيف تراجعت اهميته!
شارك مع أصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *