الخطارون وانواعهم..  الحلقة السابعة.. علي  الأمارة 

شارك مع أصدقائك

Loading

الخطارون وانواعهم..  الحلقة السابعة

علي  الأمارة
الخطارون الخطرون
  فيما يخص وزارة الثقافة .. لعل مقالي هذا يصل الى وزارة الثقافة والسيد وزيرها المحترم بالذات ، فعندي كثير من الاصدقاء وفي صفحتي من هم في وزارة الثقافة وبمسؤوليات عالية منهم د نوفل ابو رغيف و د عارف الساعدي والاستاذ مجاهد ابو الهيل والاستاذ ئاوات حسن وغيرهم من اصدقائنا المبدعين وارجو منهم ان يوصلوا كلامي .. اريد ان اقول اين قسم الرقابة على المطبوعات وهذا قسم او عرف وزاري معمول به منذ الستينيات من القرن الماضي او اقدم من ذلك ومهمته الرقابة الفنية والرقابة الفكرية والرقابة الاخلاقية .. ولنتكلم اولا عن الرقابة الفنية فكيف تجرأت المطابع على طباعة هذا الكم الهائل من المطبوعات ذات المستوى الفني الهابط او الهزيل والذي لا بمتلك ادنى المقومات الفنية للكتاب سواء كان هذا الكتاب شعرا او سردا او نقدا او حتى في مجالات اخرى ؟ وكيف تجرا اصحاب هذه المطبوعات طبعها ؟ انا سأقول لكم كيف لأن وزارة الثقافة لم تتدخل في هذا الامر وتخلت عن مسؤوليتها هذه وسمحت لهذا السيل من الكتب الهابطة فنيا بالنزول الى الشارع الثقافي او العام فحسب ما سمعت من صديق موثوق عمل احصائية فوجد ان الروايات المطبوعة من سنة ١٩٢١ الى ٢٠٠٣ عددها ١٢١ رواية ومن ٢٠٠٣ الى نهاية عام ٢٠٢٢ زاد عدد الروايات على ١٤٠٠ رواية حتى وصلنا الى مرحلة اني اعرف كاتبة رواية عمرها اقل من عشرين سنة وواحدة في الثلاثينات من عمرها اهدت لي ٣ روايات .. اما في الشعر فما شاء الله بحجة قصيدة النثر صار طريق طبع الدواوين سالكا للجميع وبما ان هذا السيل من ( المؤلفين ) يحتاج نقادا وكتبا نقدية فتبعتهم الكتب النقدية باعداد كبيرة ايضا .. الحقيقة ان وجود لجنة او قسم مراقبة فنية في وزارة الثقافة يحمي ذائقتنا من الهذيان ويعيد للكتاب حرمته .. اما وجود لجنة فكرية فهذا امر مهم جدا للمجتمع فلو الّف الان شخص ما كتابا ومس به دينا من الاديان او مذهبا من المذاهب او قومية من القوميات فمن سيحميهم من هذا الهجوم عليهم بدون رقابة فكرية بل لو الف شخص كتابا وصوّر المجتمع العراقي بانه آكل لحوم البشر مثلا او ليس لديه قيم او غيرها من الصفات البذيئة فمن سيحمي المجتمع من هكذا كتاب وهكذا ( مؤلف ).. ناهيك عن المطبوعات التي تخص على العنف او الطائفية او تكفير الآخر او نقل المعلومات التاريخية الخاطئة او دس معلومات غير موثقةتاربخيا او يريد ان ينسب عشيرته الى آل البيت ع او للاسرة الهاشمية بشكل عام ووضع له شجرة نسب مزيفة .. او حتى في مجال ادب الاطفال الذي يتطلب وقاية كبيرة لانه يتعامل مع طفل يسهل التاثير به علما ان الوزارة عندها داىرة ثقافة اطفال ولكن ليس لديها رقابة على اي مطبوع للاطفال من خارجها .. ان حماية المجتمع هنا بكل اطيافه واديانه وقومياته من مسؤولية وزارة الثقافة .. او مثلا الف احدهم كتابا لا اخلاقي او يحض على الرذيلة او حتى يحض على تعاطي المخدرات مثلا فمن يمنعه ودكاكين الطباعة مفتوحة لاي كتاب دون محاسبة ومتابعة .. اذن على وزارة الثقافة ان تحمي ذائقتنا وثقافتنا ومجتمعنا بأطيافه وتحمي اخلاق المجتمع وهذا شرف عظيم لها فلماذا تتنازل عنه .. ؟ والآن قد يقول لي قائل كيف تفعل ذلك؟ سأقول له اولا بتفعيل قسم الرقابة على المطبوعات ومن ثم تصدر قرارا انه لا يعطى رقم ايداع من دار الكتب والوثائق العائد لها لأي كتاب لم يحصل موافقة لجنة الرقابة في الوزارة .. ثم تصدر امرا للمطابع الحكومية والأهلية بالتنسيق مع وزارة الداخلية بمعاقبة اي مطبعة تطبع كتابا غير مرخص من وزارة الثقافة .. وبهذا يمكن لوزارة الثقافة ان تحمي المجتمع من الكتب التي تسيء له .. اما ممن تتكون هذه اللجنة التابعة لقسم الرقابة فتتكون من خبراء بالثقافة وبكل الاختصاصات معروفين بموضوعيتهم وخبرتهم وتاريخهم الادبي او الثقافي او التاريخي الرصين .. ان الوزارة من حيث لا تدري في السنين الماضية صنعت لنا اجيالا من الخطارين لانها سمحت لهم عبور الباب الفني والفكري الذي من المفروض ان تكون هي حارسة هذا الباب .. وهؤلاء تحصنوا بكتبهم وصاروا اصحاب كتب وبالتالي صاروا خطّارين خطرين .. وهنا كلمة خطار لم تعد تعني الذي يكتب خاطرة بل انسحبت على كل فنون الكتابة الاخرى.. واذا تخلت الوزارة عن دورها هذا فتكون قد تخلت عن اعظم مهمة لها وهي حماية المجتمع التي لا تقل اهمية عن مهمة وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ..
يتبع ..

شارك مع أصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *