قصص قصيرة جدا ..محمد ربيع .. مصر

شارك مع أصدقائك

Loading

 

 

قصص قصيرة جدا

محمد ربيع .. مصر

 

عرضٌ مُستمرٌّ

مسرحٌ أحمر، إضاءةٌ خافتةٌ، أطلقَ “المايسترو” إشارة البدء، أبدعَ الموسيقيونَ عزفَ “كونشيرتو الحرب” انتهى العرض، لَملمُوا آلاتِهم ومَضوا، هنالكَ في الجانب المظلم من العالم؛ ما يزالُ القتلى يتساقطون طَربًا.

ويلات

سقطت بعدما تشتَّتَ فريقها في ساحة الحرب، تكوّرَت على نفسِها، يلفُّها ضبابٌ مطعمٌ بغازٍ يخنقها، تبصقُ على تقريرٍ أمميٍّ سقطَ من يديها عنوةً، تستجمعُ قواها، تنهضُ، ثمةَ تقريرٍ عن تعددِ الجنسياتِ يتكون في أحشائِها.

تضليل

تتبعت قوات مكافحة الإرهاب الدولية خلية صغيرة، دمَّرت أثناء مطاردتها مستشفيان وثلاث مدارس، فضلا عن خمس مساجد واقعة في نطاق المطاردة، وأخيرًا حديقة أطفال كان يتمترس فيها ثلاثة مقاتلين ذوي لحى صفراء لا يتحدثون العربية.

مُخيّم

تدفئ مقلتيه دموعٌ حارّة، بعد ما أثلجت سقف منزله المطاطي بوادر الشتاء، أبٌ قد انكمش جلده، يلتفّ حوله الصّغار، يبتكرون دفئًا من نوع آخر، على قارعة الطريق إلى مأوىٰ هذه العائلة، لافتة فاقعة اللون، ينتشي من حولها العراء.

رايات سوداء

تلاقىٰ كهنة الأديان في عالمٍ مُوازٍ، اقتسموا دماء التاريخ فيما بينهم، وادعوا الخير سبيلًا لإعلاء كلمة الله، أطلقوا رسولهم تزيّا بالتقوىٰ، ثم انبرى يميط أثر السماحة عن طريق الله ليصنع من رفات المآذن بُروجًا لرفع رايات المتآمرين ورقص مصّاصي الدماء.

بقايا

أشرق صباحها المعتاد، تعطر البيت بعبق النشيد الوطني، تطعم قطتها، تسقي ورود الشرفة، تعود بانكسار ترمق صورته المؤطرة بالعلم، يجبر خاطرها بقاء أحد الوطنين خاصتها.

قدرة

‏تطير كل صباح، تجوب الشوارع والمقاهي، تطوف حول ملتقيات العشاق والملاهي، بينما في المساء تشاهد أحدث عروض السينما والمسرح، جارتنا الشابة التي لم تغادر كرسيها المتحرك.

 

شارك مع أصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *