دالغة – بمبي برهان المفتي

شارك مع أصدقائك

Loading

دالغة – بمبي
برهان المفتي
…..
بعدنا مستجدين على هواية أمور، صح رحنا وأستوردنا هواية شغلات من برة بس أكو طباع ما تتغير لا بسنة ولا عشرين سنة، والمشكلة إذا هاي الطباع تصير ممارسة عامة، والممارسة العامة تصير عُرف، والعُرف يصير (حقوق) ومنجزات بعد محد يگدر يغيرها.
نفهم أي شي يحمل أسم الدولة فهو لكل الناس بالدولة، مو من حق أي جهة أو شخص حتى لو بصفته الأعتبارية و (الدستورية) التصرف بهذا الشي لصالحه أو أستغلاله لإدامة منصبه أو لفائدة الجهة التي يمثلها، بس هذا الطبع وحدة من الطباع ما تغير خلال عشرين سنة، ياهو يجي ويلزگ ويستلم جهة أسمها يحمل أسم الدولة لو البلد يجي يلعب لعب بهاي الجهة ويسجلها كواحد من افراد أسرت وحتى يضيف أسمه على سجل قيد العائلة والبطاقة التموينية.
قناة تلفزيونية تحمل صفة (الرسمية).. أسمها من أسم البلاد، تحولت من إنطلاقها إلى طبل لمهرجانات التطبيل للشعارات الفئوية، ثم بوقاً لعزف موسيقى النجاح لمن يجلس على كرسي إدارة البلاد، رغم أن الأشخاص المعنيين – منذ عشرين سنة- لا يمثلون بس الجهة التي رشحتهم أو إللي دفعت بهم لهذا المنصب كواجهة لأجندة فئوية وأحياناً طائفية، بمعنى لا يشمل كل البلاد، إضافة إلى أن نسبة الناخبين في كل الانتخابات ما كانت تتجاوز في أحسن الاحوال ثلاثين بالمية، يعني السبعين بالمية الباقية ما لهم حد يمثلهم ولا هم في (چرچوبة) البلاد.
هذه القناة فقدت صفة أسمها، لأنها صارت (وزارية)، برامجها عن كنس الشارع الفلاني بواسة الوزير العلاني ، وعن رش الماي على الشارع الفلاني لكي لا يتصاعد الغبار من قبل الوزارة الفلانية. إللي يتابع هذي القناة راح يغني وي نفسه (الحياة بئى لونها بمبي)، أما عن المشاكل الحقيقة التي تنتظر تشريع القوانين لحلها فلا وجود لها في فقرات برامج هذه القناة. هسة نعرف أكو ناطق رسمي بأسم مجلس الوزراء والبيان الأسبوعي إللي يحضره الصحفيون ومراسلو القنوات، بعد شكو وشنو داعي هاي القناة تستضيف الناطق الرسمي كل أسبوع حتى يعيد على أسماعنا نفس فقرات البيان إللي يذيعه، وإذا حسبنا كلفة دقيقة تلفزيونية واحدة راح نعرف شگد الصرفيات الدعائية لأجتماع واحد من إجتماعات مجلس الوزراء، عدا الصرفيات الأخرى. بصراحة ما أعرف شنو شغل الناطقين الرسميين إذا شغلهم يجون للقناة مو هم يدزون بياناتهم للقنوات والمكاتب الإعلامية، أو يروح المراسل ويدگ باب مكاتبهم تعالوا نطونا تصريح.
إستغلال هذه القناة لمصلحة (وزارية) إستغلال واضح، وهذا يسموه في عُرف النزاهة (إستغلال المنصب الدستوري لمصلحة فئوية خاصة أو لمصلحة شخصية خاصة) وبأي صفة.. صفة دستورية إعتبارية أو صفة شخصية، بس هيچ إستغلال ممارسة خاطئة كنا نتمنى أن نتجاوزها بعد عشرين سنة، بس مثل ما تشوفون أستغلال هذي القناة صار ممارسة ثم عُرف ثم حق ومنجز وزاري.
ليش النزاهة ساكتة عن هالشي؟ يومية نسمع من هاي القناة أن النزاهة سوت هيچ وهيچ، مع تجاهل القناة نفسها! ليش ما نغير أسم القناة إلى (القناة الوزارية) وتكون الواجهة المرئية والسمعية لمجلس الوزراء حالها حال الجريدة الرسمية إللي تنشر قرارات مجلس الوزراء، أي واحد يريد يتابع إخبار مجلس الوزراء يفتح هذه القناة ويعرف حتى شنو الفريق المفضل إللي يشجعه الوزير الفلاني، بهاي الحالة من حق مجلس الوزراء أن يستخدم هذه القناة لصالحها لأنها تحمل أسمه، بس مال إسم القناة من أسم البلاد وهي فقط مخصصة لفعاليات مجلس الوزراء والطبل ومهرجانات نجاح الوزير العلاني فهذا إستغلال فئوي ، وقبل القناة التلفزيونية كان بيها نهاية البث، بنص الليل يخلص التطبيل وتختفي صورة ما أعرف منو وشيسمونه وكنا نروح ننام مرتاحين، هسة المشكلة البث أربع وعشرين ساعة عالكهرباء الوطني والمولدة، ويومية تجينا كوابس من وراها، نشوف نفسنا بهاي الكوابيس بس نصيح أيبااااااااااخ.. ولابسين قمصان زرق ورق.

شارك مع أصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *