دالغة – نحن والسطلة

شارك مع أصدقائك

Loading

برهان المفتي

من نخلي قطرة حبر بسطلة ماي فلون الماي بالسطلة كله يصير حبر، مو الحبر يختفي، وهذا الشي صار ويصير وي الفساد بالعراق من سنوات ولحد هسة ومستمر. الفساد صار ياكل كلشي عدنا وبمجتمعنا العراقي لأن مثل قطرة الحبر أقوى من الماي الصافي داير ما دايرها، وبعدين الناس ما حاربت الفساد بجدية من البداية، بالعكس، كانت متونسة للخمط تحت تبرير غريب وهو (مال الدولة مالنا وحلالنا)، والأعجاب بالفاسد وألاعيب الفاسد وشلون يعرف يستفاد.

كل اللي نشوفه هسة هو بسبب السكوت بل وحتى المشاركة بالفساد، من شفنا المعاملات ما تمشي إلا بالرشاوي دفعنا الرشاوي وإحنا الممنونين لأن المعاملة توصلنا للبيت لا أزدحام وگفة السرة ولا حر وريحة الناس، ومن شفنا الدثو ينجح بهدية معتبرة لمدير الدفاتر الأمتحانية دفعنا وحتى نكشخ ونگول إبننا لو بتنا جابت خوش معدل، ومن شفنا وزارة التربية فتحت الدور الثالث وحتى الدور الرابع في بعض الحالات صفگنا لأن أكو فرصة وفرصة.. هاي كلها مشاركاتنا بالفساد وإللي وصلت لحد ما صار الفساد والفاسد زيبق نخلي منه أشوية بأي مكان والمكان كله يصير زيبق الفساد، وهذا الجزء هو الشخص الفاسد إللي يحول دائرته وعائلته كلهم إلى فاسدين والكل في حلقة تكبر وتكبر من الفساد.

كل موظف بدائرة مديرها فاسد هو مشارك بالفساد ومستفاد – هاي حقيقة – شلون وصلت عدد المعاملات الفاسدة والمزيفة في دائرة تقاعد لمحافظة من محافظات العراق إلى ألاف المعاملات إذا مو الكل بهاي الدائرة مشاركة؟ وشلون كل عقود البلدية لمحافظات محافظيها فاسدين صارت كلها لشركة وحدة ولمقاول واحد إذا مو كل موظف وحتى الچايچي مال مبنى المحافظة مشاركين ومستفادين.

وبسبب هاي المشاركات والسكوت صار الفساد في الجينات، أحدثت طفرة سريعة جداً في الجينات العراقية إللي تقبلت وتماشت وي الفساد. الطفرات بغير الكائنات لو بمجتمعات تحتاج لمئات السنين بس المجتمع العراقي وي الفساد هلا ومرحبا، إستعداد فطري لقبول الغش والزيف.. وكل واحد يطلع ولسانه لسان الحرباء عالشاشة ويگول د يحارب الفساد هو مثل الحرباء مو بس باللسان وبل حتى بالتلون لأن هو راس الفساد في وزارته لو دائرته لو مدينته.

الوجوه الرئيسية ما تغيرت من عشرين سنة وهم نفسهم إللي يوزعون الحصة، (رئيس الكتله) إللي يحركهم بحسب حصته مرة  وزير تحنيط الوعود والشعارات، ومرة وزير العفط، ومرة وزير الخمطساء، ومرة وزير الدمج والشوؤون الإعتباطية، وزير الگحة، وباقي الوزارات إللي هي عملية تدوير العقود الفاسدة والخمط حتى الكل يستفاد. واحد برگبته فساد هدم أكثر من ألف مدرسة وتحويلها إلى عقود وهمية لبناء مدارس جديدة في حكومة سابقة وهسة گدامه ميزانية ميليارية أم الثلاث سنوات شتتوقع منه؟

هسة الخطورة وين؟

الخطورة أن الفاسد ينقل سلوكه لداخل بيته وأسرته وجماعته إللي يعيش وياهم ساعات يومه، والكارثة كل فاسد عنده زوجة علنية بغرفة نوم بيته، وزوجة يكشخ بيها ويحضر الكأس العالم وياها، وزوجة للسياحة بأوروبا، وعشيقة لگعدة الكازينوهات وفتح البطالة وجلب الحظ السعيد على طاولة القمار والرولليت، وهالتشوفون، كل وحدة ورة ما نفخت شفايفها وصدرها وملحقاتها وقامت بعملية السنفرة للأجزاء المسودة من كثرة الأستخدام وتعدد المستخدمين وكل مستخدم عنده طريقة، دتشوفون شلون صارت فيروسات فساد بالشارع، إذا بالسيارة فاسدة وإذا نزلت من السيارة فاسدة وإذا دخلت لأي محل تشتري فهي فاسدة.

الشغلة مو باللعن ولا بملفات الفساد، يرادلنا نبدل السطلة إللي نزلت بيها قطرة حبر الفساد ونبدل الماي بالسطلة، وبذاك الوكت عود نشوف شنسوي وشلون نبدي من جديد.

شارك مع أصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *