دالغة – سبع بهارات برهان المفتي

شارك مع أصدقائك

Loading

دالغة – سبع بهارات
برهان المفتي
………………………….
مع كل حدث أو مناسبة نكتشف أن معظم الناس من نوعية الأحجام الحرّة ( فري ساير Free size) والتي تناسب أي جسم أو قياس، فهؤلاء الناس تتغير أحجامهم وقدراتهم التحليلية بتغير الأحداث التي يتابعونها، فهم نفس المحللين في الأحداث العسكرية وفي الإنقلابات وصعود الاحزاب اليمنية، وفي غلاء سعر الصمون برغم ثورة صمون (عشرة بألف)، وفي تناقص الرغبة الجنسية لدى موظفي البنوك ومعلمي الشاورما والربط بين الحالتين، وهم علماء في علم النفس الحيواني حين يقومون بتحليل أسباب تناقص خطوط الحمار الوحشي.
هؤلاء هم أنفسهم كانوا على مدى شهر كامل ينافسون أساطير مدربي كرة القدم في تحليل مباريات بطولة كأس العالم 2022 في قطر، تعرفونهم بجملتهم الإفتتاحية ” المباراة مفتوحة على كل الإحتمالات، ربما فوز هذا الفريق أو الفريق الثاني أو المباراة تنتهي بالتعادل”، وربما لو كانت البطولة في العراق سيضيفون الإحتمال الرابع وهو إلغاء المباراة بسبب أنقطاع الكهرباء من الشبكة الوطنية وزعل أبو المولدة إللي يم الملعب لأن مدير الملعب دافع الإشتراك من ميزانية الملعب بس ساحب الخط لبيت زوجته الثانية.
هناك محللون صاروا جزء من شاشة التلفزيون تشعر بهم كأنهم جزء مكمل مع أكسسوارات التلفزيون، حتى حين شراء التلفزيون تراهم على شاشة العرض في محلات البيع بسبب تلونهم بألوان مختلفة، فلا شيء أفضل من وجوههم للعرض لقياس جودة الألوان على شاشات التلفزيونات.
هذه القابلية (الحجمية المطاطية وكوكتيل الألوان في المواقف والأراء) هي نفسها نراها في مواسم الإنتخابات حين يطفرون من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين بمجرد تغير القنوات التي يظهرون على شاشتها لتحليل النتائج وإستقراء أداء الحكومة بعد الإنتخابات، وحين تعارض الأداء بعد مائة يوم مع ما قاله هؤلاء في تحليلاتهم الأولية تأتي الجملة السببية ” في عالم السياسة ماكو شي ثابت التحالفات تتغير بين ساعة وساعة” في ربط مع جملة تحليل مباريات كرة القدم ” المباراة مفتوحة على كل الإحتمالات”، فالموضوع كله لعب بالكرة ودحرجة الأحداث.
العالم الآن عالم التخصصات وليس عالم فري سايز، لكل عمله وعلمه ودوره، ولا وجود لبهارات وحدة تنفع كل الطبخات، راحت أيام تشكيلة ” سبع بهارات”، الناجح الآن هو المتخصص في عمله. علة مجتمعاتنا هي ثقافة وشخصيات (فري سايز).. هؤلاء في مجتمعاتنا لهم تسميات تضع حولهم هالة من الحضور الإعلامي مثل (الباحث الموسوعي) بإعتباره ماكل وشارب الموسوعة البريطانية وهو لا يعرف الفرق بين راس الفجل والشلغم ولا كيفية معرفة البقدونس من الكرفس ، هؤلاء علة لأن كل تحليلاتهم وتشخيصاتهم وتعليقاتهم على الأحداث هي غير صحيحة وغير مهنية.. وحين مواجهتهم بخطأ تحليلاتهم التي أوصلت الحال إلى ما نحن فيه من فوضى وضياع فأن الجواب الحاضر مع الجميع هو ” الموضوع يقبل كل الإحتمالات” أو ” ألو كونترول.. ممكن تعيد السؤال؟ ألووووووووووو !

شارك مع أصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *