يا لذكاء حزب الدعوة وممثله الجديد!!.. فاطمة المحسن 

شارك مع أصدقائك

Loading

يا لذكاء حزب الدعوة وممثله الجديد!!

فاطمة المحسن

كلما سمعت تصريحا لرئيس جديد للوزراء اقول لنفسي ربما بمقدوره ان ياتي بمفردات جديدة وهو يتكلم عن خططه في محاربة الفساد. هذه الكلمات التي ينبغي ان تلحن ويغنيها العراقيون صبح مساء. فهي من شدة تكرارها اصبحت مستهلكة بعد ان ردد حروفها المالكي وعادل عبد المهدي والكاظمي والعبادي واياد علاوي سوى الجعفري بالطبع المؤمن بالتفكيكة فهو يضع الغازا مسلية لتصريحاته عن الفساد .
المهم من مفارقات القناة العراقية سعيها لتحويل السوداني نجما هوليوديا دون منازع، فمهمته اعادة مجد حزب الدعوة بعد ان افل نجم هذا الحزب رغم الاموال الطائلة التي يملكها والقوة العسكرية التي ارسى فيها قواعد لما سمي ” الدولة العميقة ” .
إعادة الاعتبار لحزب الدعوة عبر تشكيل صورة ” البطل ” بطلته المهيبة حيث تتبعه الكاميرات وتختار له زوايا التصوير في غدره ورواحه . كل نشرة اخبار تبثها العراقية هي عبارة عن اعلان عن تصريح او زيارة او قرار اصدره رئيس الوزراء تصحبه طلة السوداني حتى لو كان هناك هجوم من كوكب مجاور على بغداد بالطبع يشارك المحللون السياسيون للاشادة بقدرات السوداني المستقبلية . في الدول الديمقراطية لا تظهر اخبار ( الريس) الا على هيئة فضيحة او خطيئة ارتكبها الرجل، اما اذا وضع خطة ما ، فعليه ان يجابه حملة لمعرفة هل هو جاد ام انه يطير أفيالا في الهواء .
اتحدى السوداني ان يقدم المالكي للمحاكمة مرتكب مذبحة سبايكر واكبر عملية فساد شهدها تاريخ العراق منذ الاحتلال الاميركي . اتحداه وانا الذي لا املك سوى حق مواطنتي ، ان يقبض على قيس الخزعلي ومليشياته او يوجه امرا الى فالح الفياض او الى من يسمى (ابو عزرائيل ) او هادي العامري .
الفساد لا يحارب بالتصريحات ، بل بتحويل الفضاء العمومي الى ما يمكن ان ان نسميه دولة مؤسسات وقضاء لا يخاف التنكيل ولا يخضع للابتزاز . حزب الدعوة وكل الاحزاب الاسلامية التي استلمت العراق قادت اكبر عمليات فساد شهدها تاريخ العراق . .
لعل الفساد في العراق هو الوحيد الذي اصبح مؤسسة مافيوية من اول مهامها القبض بيد من حديد على كل مفاصل الحياة ، ومنع اية فكرة لتداول السلطة وفق قواعد لا تبنى على المحاصصة ولا على موظفين لا يفقهون الف باء مناصبهم ولا اخلاق تساعدهم على معرفة الفرق بين اموالهم الخاصة والمال العام .
شارك مع أصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *